الأحد 29 ديسمبر 2024

رواية فراشة في جزيرة الدهب بقلم الكاتبة المبدعة سوما العربي

انت في الصفحة 6 من 14 صفحات

موقع أيام نيوز


مولاي...أي فتاة
الفتاة البيضاء.
نعم ...من هنا مولاي.
لم يحتاج الحارس الكثير من الوقت ليتعرف عليها ...فلا توجد ألف فتاة مسجونة وكذلك بيضاء.. كانت حالة فريدة .
فتقدم راموس حتى وقف أمام زنزانتها يراها من خلف القضبان تجلس بوهن بينما تنظر له بمقط شديد.
و صړخ فيها الحارس
قفي أنتباه وأخفضي رأسك ... أنتي بحضرة الملك.

لكنها لم تفعل وقالت 
ېموت الإنسان مرة واحدة ...أنا سأموت وهامتي عالية .
ثم نظرت لراموس وقالت بعداء وهجوم
هيا أقتلني لأخلص مما أنا فيه.
صر على أنيابه غيظا فهي للأن وبعد كل ما حدث فيها لاتزال على تمردها لم تغيره رأسها كالصخر وعيونها رصاص قاټل.
فقال الملك بفحيح
المۏت راحة لن أنعم عليكي بها .
ومن تظن نفسك لتفعل... أنا سأفعل.
كيف
سترى .
قالتها بترفع كباقي أسلوبها في الحديث معه ثم أشاحت بعينها بعيدا عنه كأنها تنهي النقاش ...كأنها هي التي تنهي اللقاء وكأن الأمر بيدها.
فجن جنون راموس...لولا الملامة لصړخ من شدة الغيظ والقهرة ... تلك المسجونة تحت رحمة قضبانه هي من تقرر إنهاء اللقاء أو أعطاءه مهلة.
الوضع كارثي حقا ..لم ولن يقابل مثلها.. فخرج من السچن كله كالعاصفة وذهب لعرشة يجلس عليه و هو يضرب بيده على فخذه پجنون وغيظ بل وقهر...تلك الضئيلة ..قليلة الحيلة مقارنة به وبملكه تمكنت من قهره .
تقدم زيدان من القهوة في منتصف الشارع حيث يحلس صديقة المقرب ..سحب كرسي لنفسه يجلس عليه ثم قال
سلام عليكم
نظر له صديقه شزرا ولم يجيب فقال زيدان
جرى إيه يا صالح ماترد السلام ده السلام لله يا صاحبي
وضع صالح مبسم إرجيلته وقال بحدة
أنا مابصاحبش عيال مستفزة 
عيال ومستفزة ماتاخد بالك من كلامك وتظبط بدل ما أظبطك أنا في إيه.
أنت عايز إيه دلوقت هااا عايز إيه انا عايز أعرف ....ضيعت إلي وراك والي قدامك وقعدت على الله تكون مبسوط.
تنهد زيدان ثم قال
ماهو أخويا بردو يا صالح...كنت أعمل ايه يعني.
هو الأخ ياخد شقى أخوه... أنت عبيط يا زيدان ولا فاهم و واخد بالك بس عامل نفسك عبيط محمود أخد منك كل حاجه.. أنت إلي بتشتغل وفاتح البيت...وهو يتصرمح وياخد إراد من الورشة قال إيه نصيبه زي ما أنت فهمته وطمعته...فلوس الشبكة أنت الي دفعتها..العفش عملتوا عندك حتى الشقة أخدها وأخد فوق البيعة أجمل بنت في المنطقة...معقول مش واخد بالك من كل ده 
وقف زيدان ثم قال بيأس
واخد بالي يا صالح ..بس عامل نفسي عبيط.
وقفت حورية في أحد المحلات التجارية تتحدث في الهاتف بعصبية مرددة
يعني
الكلام ده يا محمود
يعني كلها يومين وراجع ماتعمليش مشكله من مافيش.
مشكلة من مافيش! أنا إلي واقفه مع الصنايعية ولا أما أكون أنا الراجل وبعدين هما اليومين بتوعك دول مابيخلصوش يا محمود ولا بيتجددوا من العدم... أنت أديلك تلات أسابيع غايب وكل ما أكلمك تقول يومين..يومين إزاي ولا منين وأحنا أساسا فرحنا بعد يومين .
يا ربي على الزن والنكد ....وهو أنا خسړت من شوية ...أطمني ياختي وشك فلة شمعه منورة حياتي وخسړت في المسابقة...كلهم مسافرين اليونان عشان يسجلوا المباشر وانا هرجع على مصر .
رفرفت بأهدابها مصدومه ثم رددت بحسرة
أنت بتقول أيه يا محمود... أنت بجد قولت لي أنا كده أنا وشي وحش عليك يا محمود.
ضحكت ساخرة ثم رفعت صوتها مرددة
ده على أساس أنك محمد منير و خسړت ماتصحى لنفسك ده أنت صوتك نشاذ...بس يمكن أنا إلي غلطانة .. أيوة ماهو أنا إلي كنت عمالة أشجع وأحفز فيك لحد ما فكرت نفسك محمد فوزي....اتاري أمي عندها حق في كل كلمة بتقولها.
أنتي بتتريقي عليا يا حور 
اه بتريق عليك ...بقا أنت بتقول عليا نحس و وشي وحش عليك .. أنا يا محمود بعد كل ده
حقك عليا .. أنا متنكد من ساعة ماعرفت إني سقطت وفشلت... أحلامي كلها إنهارت يا حور...حقك عليا ماتزعليش مني..وياستي أنا خلاص أهو خلصت وراجع على طيارة بكره عشان كتب الكتاب والفرح.
ماشي يامحمود لما أشوف أخرتها معاك.
ثم أنهت الأتصال وهي تزفر بضيق شديد لتنتبه على صوت صاحب المحل يردد
ها ياعروسة ... أعمل الستاير للسقف ولا من بعد السقف بشوية .. الأستاذ محمود كان عايزها من تحت السقف بحبه.
وقفت حورية مترددة تشعر بالضيق لعدم وجود محمود كي يساعدها ولو برأيه.
لتنتبه على صوت الترزي يقف بأحتراك وقال 
المعلم زيدان... وأنا أقول المحل نور ..أتفضل اتفضل نتبارك بيك.
أبتسم له زيدان بخفةيرد تحيته
تسلم يا أسطى خلف .. كلك ذوق
ثم نظر لحورية بحدة وقال
إيه يابنتي الي موقفك هنا
توترت ملامحها فهو حقا كل يومان يتلقاها وسط العمال والرجال ولم يسعفها الرد فقال بحسم
أتفضلي لو سمحتي على البيت وانا ليا كلام تاني مع محمود.
ايوة بس أنا لسه ماخلصتش و...
قاطعها بحزم هادئ يشدد على حروف كلماته
روحي دلوقتي يا حورية وأسمعي الكلام ... وأنا ليا كلام تاني مع محمود على الي بيحصل ده.
تحركت حورية مغادرة.... مستاءة بشدة يعتقد من يراها أن أستيائها بسبب زيدان وتحكماته لكن على العكس تماما كانت تعلم أن معه حق فهو باليوم يقابلها مرات ومرات وهي وسط العمال ومره عند محل تصنيع الستائر ومرة بمحلات الثرايا و الأنتيكات ومرة أخرى في معرض للسجاد.
بالأساس لقد ألتقطت أنفاسها وأنتهزت الفرصه حين تفوه زيدان متطوعا أن يكمل هو هنا عوضا عنها وفرت للبيت تريد أن تجلس فقط .. تجلس قليلا وتتناول بعض اللقيمات .
وقفت أنچا محلها ټضرب بغل قبضة يدها بالكف الأخرى تفكر فيما ستفعل.
نظرت لها خادمتها ثم قالت
مابك سيدتي ..منذ مدة و أحوالك ليست على ما يرام
تحركت أنچا في غرفتها پغضب وهي تردد مفكرة
تلك الفتاة البيضاء تؤرق مضجعي.
وما شأنك بها سيدتي...إنها مجرد جارية..وهل تشغل السيدة أنچا شقيقة الملك بجارية.
ليت الأمر كذلك ... أنتي لا تفقهين شيئا ولا ترين ما أراه أنا .. تلك الفتاة خطړ كبير ويجب أن أتخلص منها.
نقتلها
لا فليكن القټل آخر حل ....تلك الفتاة يجب أن تغادر الجزيرة نهائيا.
تمشت حتى وقفت عند النافذة تنظر للسماء وأردفت
فعلى غير العادة يبدو أن تلك الفتاة حظيت على إعجاب من الملك ..ربما يتفاقم مع الأيام و هذا ما لن أسمح به.
أستنكرت الخادمة حديث سيدتها وسألت بإستغراب
ولما سيدتي... ألم يكن من أمنياتك أن يجد الملك فتاه تعجبه و يتزوجها ليعيش بهناء.
إلتفت أنچا على الفور پحده ورددت بغيظ وغل
نعم ...وللأن أتمنى ذلك لكن ليتزوج فتاة من جزيرتنا ...فتاة سوداء مثلنا ...لا من فتاة بيضاء...على چثتي هل تفهمين.
صړخت بجملتها الأخيرة جعلت الخادمة تتفزز في جلستها ثم قالت
فهمت سيدتي فهمت... لكن كيف و لما من الأساس وهي مسجونة.
تحركت أنچا في الغرفة مفكره إلى أن توقفت وقالت
تلك الفتاة يجب أن تخرج من السچن... وجودها بالسجن يقيد حركتي ..لن استطيع تهريبها من جديد طالما هي هناك...لقد مر الأمر حينما كنا بالغابة ولم يغلق الملك الباب إلا بعد إعتراف حارس الزنزانة أنه هو سبب التقصير لكن من المعروف أن الهروب من سجن الجزيرة مستحيل إلا بمساعدة شخصية مسؤلة وأنا لن أجاذف.
إذا ما العمل سيدتي.
يجب إن تخرج ... احتفالات العرش أقتربت ...سأتحدث مع الملك بشأن الإفراج عن بعض المساجين إحتفالا بتلك المناسبة وبعدها سأجعلها ترحل من حيث آتت وقتها فقط سأتمكن من النوم.
أنهت أنچا حديثها ثم جلست على الأريكة ممدة تقطف حبات العنب وتأكلها بتفكير وتدبر
جلس راموس على عرشة وحوله القاضي ورئيس الديوان و وزير الدولة يناقشهم في بعض المشروعات اللوجيستية الهامة إلى أن أقترب منه أحد الحرس ومال على أذنه يخبره بشئ ما جعل الملك يهب من جلسته بسرعة.
فتح له باب السچن فنزل بخطوات سريعة حتى توقف أمام زنزانة رنا يراها وهي جالسة أرضا هزيلة وجهها شاحب وشفتيها بيضاء وكأنها من الأموات.
نظر للحراس وسأل
ماذا حدث لها
مضربة عن الطعام مولاي
ماذا منذ متى
منذ ايام سيدي.
صړخ فيهم بحدة
كيف يحدث هذا ولم لم يخبرني أحد ... أفتح هذا الباب...أفتح.
فتح الباب ودلف سريعا يقترب منها يناديها ولحظتهة فقط أكتشف أنه لا يعرف إسمها.
أخذ يقلبها بين يديه وهي تتحرك بلا أي مقاومة أو روح مع يده لحظتها فقط تذكر ټهديدها له أسبل جفناه بغباء لم يتخيل وقتها ماذا كانت تقصد بكلماتها...أعتقد أنه ټهديد أجوف من فتاة متمردة تمثل التماسك لتصعقه بما صنعت وأنها إن قالت ستفعل.
صړخ عاليا
كيف تتركوها هكذا كيف
مال عليها كي يحملها وتقدم الحرس ليفعلوا عوضا عن ملكهم فصړخ فيهم
أبتعدوا .
حملها بين يديه سريعا وتحرك بيهة يخرج من السچن و هتف وسط القصر
أستدعوا الطبيب لغرفتي ..حالا...هيااا.
زينت الأنوار منزل حورية التي جلست في غرفتها ومعها خبيرة المكياج تضع لها اللمسات الأخيرة مرددة
ماترفيش بجفنك ياعروسة عايوة أظبط الرموش.
حاضر .
جاوبتها حورية بتوتر وهي تتصل بالهاتف بينما تقدمت منها صديقتها ريم بطلة رواية جوري و ثلاث نجوم وربطتت على كتفها مرددة
اهدي يا حورية مش كده.
أهدى إزاي..كل حاجه زفت..كل حاجه غلط...هو في عريس يرجع من برا يوم فرحه على كتب الكتاب على طول 
ماعلش يا حورية أهو إلي حصل وبعدين مش قالك في المطار خلاص
أيوة....ربنا يستر .
خلصي عشان العربية إلي هتوصلك القاعة تحت ... ربنا يتمم لك على خير يا حبيبتي.
نظرت لها حورية ثم غمزت عابثة
عقبالك .
فتراجعت ريم للخلف وزاغت عينها يمينا و يسارا تتهرب من أعين صديقتها خصوصا وقد صدحت ضحكات حورية فتحركت ريم مغادرة
أنتي هتتسلي عليا وتطلعي كبتك فيا ... أنا سيبالك الأوضة كلها .
خد هقولك...ماتبقيش قماصة.
لأ ياستي .. أنا هسبقك على القاعة...عيلة ژبالة أساسا وإلي يقولك على سره يبقى هو إلي ڤضح نفسه.
ثم غادرت ريم على الفور وتركت حورية تضحك .
في القاعة.
وصل
كل الأهل و الأقارب وتزين زيدان بحلة سوداء فصلت جسده العريض و وقف بمهابة لجوار والده يهمس له بقلق
المأذون وصل يا حاج والناس في القاعة جهزوا ترابيزة كتب الكتاب...محمود قدامه أد أيه... شكلنا وحش.
مش عارف يابني.. كلمه تاني كده.
بتلك اللحظة وصلت فوزية تردد بحسرة
العروسة وصلت في العربية على باب القاعة ...محمود فين كل ده مش قولتو عند الحلاق.
نظر راشد لابنه الذي زم شفتيه بقلة حيلة ماذا سيخبرها ماذا لو علمت أنه مازال بالمطار أساسا.
فيما أكملت فوزية
المفروض العروسة تدخل القاعة بالزفة مع عريسها ... الناس هتاكل وشي.
نظر راشد لزيدان وهتف بأعصاب منفلتة
كلمة تاني أستعجله.
وقالت فوزية
أنا هطلع عند البت .
لم يجد زيدان شبكة إتصال فخرج هو و والده مع فوزية التي فتحت باب السيارة لحورية كي يدخل لها هواء أكثر
واتصل زيدان بمحمود وحين فتح الهاتف حدثه بضيق
أنت فين يابني.
صمت محمود قليلا ثم قال
بقولك إيه يا زيدان.. أجل الفرح.
جن جنون زيدان وصړخ
أجل إيه يالا
أنت عبيط .. المعازيم مالية القاعة والمأذون مستني.
صدمت فوزية و حورية مما يسمعون وصړخت فوزية
هو
 

انت في الصفحة 6 من 14 صفحات